
أنا فيكِ… أنتِ فيَّ
"أنا فيكِ… أنتِ فيَّ"
بقلم: د. محمد مندور – كاتب وروائي
أنا قلتُ نبضي… وقلبي سلامْ
أنا ما وصفتُكِ وصفَ الزهورْ
أنا قلتُ فيكِ الندى والغمامْ
أنا ما تغزّلتُ في مقلتيكِ
ولكن وجدتُ بها ألفَ شامْ
أنا ما دعوتُكِ في ليلتي
ولكن شعرتُكِ في كلّ عامْ
أنا ما كتبتُكِ إلا لأني
إذا غِبتِ، أسكنني كلُّ ظلامْ
أنا ما وصفتُكِ إلا كحلمٍ
يُراودني… ثم يمضي كَنَامْ
أنا ما عشقتُكِ… لا تسألي
ولكن قليني: متى لي تُلامْ؟
كأنكِ منّي، كأنكِ في
دمي نجمةٌ، أو صدى لا يُضامْ
كأنكِ مرآتيَ المستحيلْ
أرى وجعي حينَ يضحكُ شامْ
أنا فيكِ أُشبهُ صوتَ النداءْ
وأنتِ الرجوعُ إلى الانسجامْ
إذا مرَّ طيفُكِ فوقَ الفؤادْ
تغيّرَ شكلُ الدّماءِ.. ونامْ
وإن قلتِ: "صُدفةْ"، قلتُ: لا
هواكِ كتابٌ من الابتسامْ
حروفكِ تأتيني كلَّ ليلٍ
كأنّكِ قصدي، وكأنّي المُرامْ
تعالَيْ إليَّ بدونِ الكلامْ
ففي صمتكِ، الرعدُ… فيه الغمامْ
فلو كنتِ تقرأينَ الآنْ
فهذا الكلامُ، لِقلبكِ قامْ
وإن كنتَ أنتَ من الآنَ تقرأْ
فأنتَ الحبيبُ… وأنتَ الهيامْ
أُخبّئُكَ الشعرَ بين السطورِ
فقل لي، أليسَ الهوى فيكَ تامْ؟
كأنّ القصيدةَ كانت تُنادِي
وما إن أتيتَ، استراحَ الغرامْ
فلا تُنكرنّ إذا ما بكيتَ
فهذا البكاءُ دُموعُ الختامْ
ولا تَبتسِمْ، إن بداكَ الجمالْ
فهذا جَماليَ منكَ استُهامْ
أنا ما كتبتُ لغيرِ العيونْ
وما قلتُ شيئًا، سوى ما يُرامْ
أنا ما نثرتُ الحروفَ عبثْ
ولكن جعلتُ القصيدَ… ختامْ
اضف تعليقك هنا عزيزي